الحوراني .. قصة نجاح طالب "الاردنية" الذي يرأس اكبر مؤسسة صحفية اردنية ..

عمون - استضافت الجامعةالاردنية اليوم الزميل نادر الحوراني مدير عام المؤسسة الصحفية الاردنية "الرأي" للحديث عن سيرته منذ ان تخرج من الجامعة حتى الآن وذلك ضمن برنامج " قصص نجاح خريجي الجامعة الاردنية" برعاية رئيس الجامعة الدكتور عبدالرحيم الحنيطي الذي قدم للحوراني تقدمة ابرزت حياته وتجربته الجامعية والعملية ودور الجامعة في ابراز الطاقات والابداعات الوطنية ..وحضور كثيف من الاساتذة والطلبة والزملاء في ادارة وتحرير "الرأي".. وفيمايلي النص الكامل لمحاضرة الحوراني في الجامعة :

عطوفة الاستاذ الدكتور عبدالرحيم الحنيطي رئيس الجامعة
الاساتذة نواب الرئيس
الاساتذة العمداء
الاساتذة اعضاء هيئة التدريس ،
اعزائي الطلبة
الضيوف الكرام


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمحوا لي بداية ، ان اتقدم بالشكر الجزيل للاستاذ الدكتور

عبد الرحيم الحنيطي رئيس الجامعة الاردنية ، على تكريمه لي

برعاية هذا اللقاء الذي اتشرف بالتحدث فيه ، وعلى كلماته الطيبة

والمؤثرة، مسجلا هنا .. ان في مسيرة عطوفة الدكتور عبد الرحيم

الحنيطي التعليمية والعلمية والوظيفية اكثر من قصة نجاح . وكلي

امل ان استمع معكم اليها في الايام القادمة .. انها قصة خريج

"الاردنية" الذي اصبح "رئيسا" لها.

واشكر كذلك الدكتور خالد الرواجفة عميد شؤون الطلبة ،

والقائمين على هذه اللقاءات القيمة ضمن برنامج "قصص نجاح

خريجي الجامعة الاردنية" فقد اتاحوا لي فرصة ثمينة وعزيزة للقاء

بكم ، واضعا تجربتي العملية بين ايديكم، وقد كنت ذات يوم اجلس

مكانكم ، ولتكون فرصة للحواربين جيلين اختلفت فيها الظروف

ورافقتها تحولات كبيرة وهامة .

كما يسعدني جدا ان اكون في رحاب جامعتي ، التي عبدت

طريق حياتي ، وارست اولى علامات مشواري الطويل ، لي و

لزملائي الاخرين ، مسلحين بالعلم والمعرفة، نمتلك مفتاح الحياة

العملية ، وبهديها ورعايتها وصلنا الى حيث نحن الان .

لا يسعفني الحال بعبارات تعبر عن حقيقة مشاعري الان ،

وانا اعود الى الجامعة لاتحدث اليكم ،وبعد سنوات طويلة منذ

تخرجت من هذا الصرح الجامعي الذي اعتز به، فقد كانت سنوات

الجامعة من اجمل السنوات ولا يستطيع الانسان تقييم هذه الفترة

الجميلة الا بعد ان يصبح على مسافة منها ..ويلج مجالات العمل

والحياة الواقعية ، فالعودة الى رحاب الجامعة تثير في الذات من

الانفعال والمشاعر ما يحفزعلى تمني العودة مرات ومرات . فكيف

اذا كانت العودة بوسام من الجامعة الحبيبة لبعض خريجيها ،اسمه "النجاح" .
واعترف لكم ان هذه الدعوة الكريمة من رئاسة الجامعة ،

جعلتني اتوقف كثيرا امام تجربتي في الدراسة والعمل والحياة ..

ووجدت ان من واجبي ان انقل بعض محطاتها اليكم علها تكون

نموذجا ، وقصة، تنجح في ان تلهمكم وتحفزكم . فصياغة قصص

النجاح ما زالت متاحة امامكم .

في طريقي الى لقائكم .. عادت بي الذاكرة الى اول اللقيا مع

الجامعةالاردنية حين اكتسبنا لقب "طالب جامعي" ، فاعتقدنا

اننا على طريق تحقيق امانينا والوصول الى الهدف المنشود ،

التقانا الاستاذ الدكتورالعلامة ناصرالدين الاسد رئيس الجامعة

انذاك ، وفي هذا المدرج ، فأيقظنا مما غفونا عليه،ناصحا ومرشدا،

بأن امامنا تجربة جديدة فريدة ،يتداخل فيها الواقع مع ما صاغته

الاماني انذاك . وما هي الا ايام،حتى وقفنا على اعتاب

الحقائق،واكتشفنا ما بدأتم تكتشفونه انتم الان ، بأن الوقائع قد تبتعد

او تقترب من مال الاحلام .

ان حقيقة قصة النجاح .. أي قصة نجاح، انما تتشكل عند نقطة

بداية غالبا ما لا تكون تحمل ايا من ملامح ما يأتي تقييمه بعد

سنوات على انه نجاح ، من هنا اجازف فأقول انه ربما انتم اليوم

تكتبون بعضا من حروف قصص نجاح دون ان تدرون .

حين أستدعي مسيرةحياتي استذكرمفاصل اساسيةعشناها نحن

ابناء الجيل الذي سبقكم ولعلكم ايضا عايشتم منها او مثلها :

اولها التحديات :

ان اتساع الرؤى الكبيرة، والاحلام الوردية، والامال العريضة،

التي كنا نرسمها على مقاعد الدراسة الثانوية،بحثا عن مستقبل نلونه

بالواننا الخاصة ، مثلت لنا ، وربما للكثير منكم ، اول تحديات

الولوج الى بدايات مستقبل الحياة . فقد كان بيننا : من كان يريد

ان يصبح الطبيب ولا غير ، او المهندس ولا قبول الا به ، وغير

هذا وذاك من احلام قد نقترب منها او تنأى بنا المسافات عنها.

ولم يكن هناك من ينصحنا او يوجهنا او يدلنا على الطريق الصحيح

ولم نستمع الا الى ارشادات ونصائح متفرقة او خجولة من اساتذتنا

في ذلك الحين ،ولم يكن لها دور حقيقي في صياغة مستقبلنا .

واتمنى الان ان يصار الى الاهتمام بالتوجيه والنصح والارشاد ، في

المرحلة الثانوية ، بنفس الاهتمام بالتعليم ،

حتى تكون عونا للطالب على صياغة مستقبله باماله واحلامه

وواقعه .

لقد عشنا احلاما رومانسية،واختار كل منا بطلا وفارسا ليتشبه به

.. كنا نعتقد ان بالامكان تحقيق هذه الاحلام بسهولة ، وان كل ما

علينا هو اجتياز امتحان التوجيهي والحصول على القبول بالجامعة.

وهكذا لم يصل الكثيرون الى مقعد جامعي يحقق الحلم ، فقد وجد

طالب الطب نفسه يدرس الصيدلة ، ووجد راغب الهندسة نفسه

يدرس المحاسبة.. وهكذا لم تصل الغالبية الى ما حلمت به ووجدت

نفسها في موقع لم تكن تدري كيف سيكون شكل المستقبل معه .

تقاطعت الاتجاهات وتباعدت المواقع . وكان ان جلست على

مقاعد كلية الاقتصاد والتجارة لادرس مادة الاقتصاد. واعترف لكم

انني لم ادخل هذا القسم عن أي تخطيط او دراسة مسبقة .. بل

باختيار عشوائي للاصدقاء ، فلم يكن احد منا يعرف شيئا عن

مدخلات ومخرجات التعليم ، واحتياجات سوق العمل من الوظائف

.. وما هوالتخصص الافضل للمستقبل .. لقد سبب لي هذا التخصص

العديد من الاشكالات خصوصا ان ثانويتي كانت "ادبي" وليس لدي

اية خلفية عن علم الرياضيات وهو من اساسيات هذا التخصص ،

وكان مفترق طرق بين ان اقبل التحدي اوانسحب من قاعة

المحاضرات .

وواجهت ، انا والعديد من زملائي ، نتائج اختيارنا بقبول ما

وفرته لنا الظروف والامكانات والقبول بالتحدي .

وساعدنا في اجتياز هذه المرحلة اننا وجدنا في الجامعة الاردنية

جوا مختلفا .. كانت الجامعة الام في بداياتها مع عدد محدود من

الطلبة،وكذلك اعضاءهيئةالتدريس .. وهذا ادىالى التقارب اكثر بين

الطرفين .. وكان هذا التقارب سببا للارتياح الذي تعايش مع طلبة

الجامعة .فقد كان الانسجام واضحا ، ابتداءا من مشاركة الاساتذة

للطلبة باستعمال نفس وسائط النقل بالذهاب والمغادرة من والى

الجامعة وهي غالبا الباصات .. مرورا بتناول الطعام او القهوة

والشاي معا في مقاصف الجامعة. او حتى بعض اللقاءات غير

الرسمية خارج الجامعة وكان العديد من اعضاء هيئة التدريس

حينها في الجامعة من حملة درجة الماجستير ويسعون لاستكمال

الدكتوراه وكانت اعمارهم قريبة من اعمارنا .

باختصار .. لقد سهلت لنا الجامعة الكثير من المصاعب التي كنا

نعيشها .. وازالت عنا الكثير من القلق الذي كان ينتابنا .. اضافة الى

ان العديد من الاساتذة المحترمين كانت لهم رغبات صادقة في نقل

تجاربهم لابنائهم الطلبة . وكانت تجارب حياتهم نجاحا او فشلا ..

مشاعل انارت لنا طريق المستقبل .

ومضت السنون لنقف عند بوابة الجامعة مودعين ندلف بعدها الى

فضاءات الحياة .

ووفاء من خريجي الجامعة الاوائل لجامعتهم التي امدتهم بالقوة

والعزم والتصميم واهلتهم لاجتياز الصعاب واستكمال المسيرة ..

فقد تنادينا جميعا لتأسيس "نادي خريجي الجامعة الاردنية" لنبقى

على مر السنين على قرب من جامعتنا .. ندعمها ونؤازرها

ونتواصل معها .

وجاءت المرحلة الاصعب في البحث عن وظيفة ، كنا نحلم بها

لمستقبل الحياة ، وفي يد كل منا شهادته الجامعية الاولى، مفتاحه،

ليصنع مستقبله ، ويجد له مكانا في قطار الحياة . جاء هذا البحث

ايضا بعيدا عن احلامنا ورغباتنا ، فقد كانت هناك ظروف حكمت

سوق العمل ، ووضعت اولى علامات الطريق بعيدا ، ربما ،عن

الرغبات ، وابقت اضطرار القبول بأول وظيفة لاسباب لا اخالها

تخفى عليكم ، ولاتتجاوز الحاجة المادية والظروف الاجتماعية .

لقدكانت اول مواجهة لي خارج اسوار الجامعة هي صعوبة

الحصول على وظيفة .. أي وظيفة .. واستمرت المحاولات اكثر من

عام حين قبلت بوظيفة في المؤسسة الصحفية الاردنية "الرأي" .

اما المواجهة الثانية فكانت في نوع الوظيفة فقد قررالمدير العام

انذاك تعييني بوظيفة صحفي في قسم الشؤون المحلية لصحيفة

الرأي .. فرحت جدا لقرار تعييني ، ولكنه في ذات الوقت كان

صعبا، فوظيفة صحفي ليست في بالي ولا هي ضمن اختياراتي.

وقررت انني سأفشل فيها سلفا .في اليوم التالي .. قررت محاولة

تغيير هذه الوظيفة .. فاستأذنت من المديرالعام بذلك .. ووافق على

نقلي للدائرة التجارية/موظفا في قسم الاعلانات .. وكم كانت

صدمتي عندئذ شديدة فالوظيفة التي اوكلت الي كانت اقل من

امكانياتي .. فهي لا تستحق شهادة جامعية ولا تحتاج الى خبرات ..

ورغم اني كنت الجامعي الوحيد بالقسم ..لم انل الا وظيفة متواضعة

كانت عبارة عن قص الاعلانات المنشورة ووضعها في ملفات .

كيف لي ان اطلب تعديل الوظيفة مرة ثانية .. كان ذلك مفترق طرق

اخر فأما الانسحاب من العمل في المؤسسة والبحث مجددا عن

وظيفة او قبول التحدي من جديد .. وكان القرار .

قررت ان علي الاندماج والتأقلم مع الفرصة الوظيفية المتاحة لي .

وبدأت باقناع نفسي بأن هذه الوظيفة قد تكون اساسية لمستقبلي

المهني ، وان علي التعامل معها وكأنه لا يوجد غيرها ، وبدأت

بالاهتمام بتفاصيل العمل في قسم الاعلانات وحققت العديد من

الانجازات المتعلقة بتطوير اساليب العمل مما لفت انتباه المسؤولين

في المؤسسة لادائي .. وكانت النتيجة سريعة فاصبحت رئيسا لقسم

الاعلانات بعد ستة اشهر فقط من تعييني . وأخذت هذه المهنة تروق

لي مصمما على النجاح والتفوق.. وبعد نجاحي بأعادة هيكلة وتنظيم

العمل بقسم الاعلانات الذي اصبح دائرة فيما بعد .. تم اختياري من

ادارة المؤسسة لاعادة هيكلة وتنظيم وادارة دائرة التوزيع ثم دائرة المطابع

ثم الدائرة الادارية مما دفع ادارة المؤسسة الى ترقيتي الى مدير

للادارة. وكان وصولي الى منصب مدير الادارة تأكيدا على

انني وصلت الى هذا المنصب من خلال كفاح ومثابرة ، وقناعة لدى

الادارة العليا بأني مؤهلا لهذا الموقع ، ووجدت نفسي امام امتحان

كبير لقدراتي ، فهو الخطوة الاولى في صفوف القيادة .

ومدير الادارة بالصحف هو المدير التنفيذي للمؤسسة ، ويتبع

له اداريا باقي المدراء .


وكانت هذه الفترة من ادق الفترات في حياتي الوظيفية .

فالنجاح فيها يعني الاقتراب اكثر من سلطة اتخاذ القرار ،

والفشل فيها يعني نهاية طريق الطموح الذي رسمته كأساس

لحياتي الوظيفية . كان علي ان اتعلم اكثر وان اعمل لساعات اطول

تتجاوز احيانا 15-16 ساعة يوميا ، وان انخرط اكثر في

مجالات العمل الصحفي والاعلامي ، فاتخذت قرارا هاما

جديدا في حياتي .. ان اطور قدراتي الاعلامية (الصحفية)

فالتحقت بكلية الاداب بالجامعة الاردنية مجددا لدراسة الاعلام

، وحصلت على درجة الدبلوم العالي في التخصص.لقد شكلت

لي هذه الدراسة نقلة نوعية في مجال عملي وعززت من

قدراتي الادارية في مؤسسة صحفية كبرى مثل صحيفة الرأي

الا ان الجانب الاكثر اهمية هو كيف اصل الى القدرة على

اتخاذ القرارات ، ففيها تعميد كفاءاتي وقدراتي ، وتتويج

لمرحلة قطعتها بكل تفان وهي وسيلة لتحقيق طموحاتي ..

كانت ادارات الصحف في ذلك الوقت "مركزية القرار" بسبب

طبيعة العمل الصحفي ، واهمية اتخاذ القرار المناسب

بالسرعة الممكنة وكذلك بسبب كون المؤسسات الصحفية في

ذلك الوقت شركات خاصة يتحكم اصحابها في قراراتها

الكبيرة والصغيرة .

والدخول الى "سلطة" القرار مسألة على جانب كبير من

الخطورة والحساسية ، ووعرة المسالك .. كان علي ان اعمل

وفق ما يراه صاحب القرار .. وان اقنعه في نفس الوقت

بطريقتي في التنفيذ وقد مررت بتجارب عديدة .. اتخذت

بعض القرارات البسيطة والمتوسطة دون الرجوع للسلطة

العليا .. نجحت في بعضها وفشلت في بعضها الاخر .. لقد

رحبت الادارة بنجاحي في القرارات السليمة .. وصوبت

بعض القرارات الخاطئة .. ولكني كنت على الدوام اتصرف

وفق مصلحة العمل .. وبالتجربة الشاقة وتوظيف قدراتي

الذهنية وخبراتي .. اصبحت القرارات التي اتخذها في "مجال

العمل اليومي" تجد قبولا .. اما في مجال السياسات العامة

فيقتضي العودة الى السلطة الاعلى ، وغالبا ما كنت اقدم

توصيات ومقترحات بشأن هذه السياسات .

كانت هذه البداية لنيل الثقة ولاكون في صف القيادة الادارية

للمؤسسة .. وكان ذلك مقدمه هامة لخوض تجربتي التالية ..

واصبح مساعدا للمدير العام ولذلك قصة اخرى .. ففي سنة

1989 قامت لجنة الامن الاقتصادي بحل مجالس ادارات

الصحف التي اصبحت شركات مساهمة عامة عام 1986

وتشكيل لجان ادارة لها .. وتم تعيين مدراء عامين جدد

للمؤسسات الصحفية .. وقد ابدى المدير العام الجديد "انذاك"

تحفظا على وظيفتي بإعتبار انها تتشابه ومواصفات وظيفة

المدير العام وان هناك تداخل بين الوظيفتين ، فقرر مجلس

الادارة بعد دراسة الموضوع واقتناعه بأنه لا يمكن تجاوز

خبراتي الطويلة .. والمامي بتفاصيل العمل .. وقدراتي

الادارية ، بالغاء وظيفة مدير الادارة وتعييني مساعدا للمدير


العام . وعند اعادة هيكلة المؤسسة في منتصف التسعينات تم

تقييم ادائي من جديد واختياري نائبا للمدير العام واصبحت

اتمتع بسلطات واسعة في القرار الاداري اليومي .. مما زاد

في حجم مسؤولياتي واعباء الوظيفة واصبحت اتمتع

بصلاحيات واسعة في السياسات العامة للمؤسسة والمشاركة

بأتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تحدد مسيرة المؤسسة ..

وبقيت في منصبي هذا نائبا للمدير العام حتى عام 2001 حين

قرر مجلس الادارة اختياري كمدير عام للمؤسسة، وكانت هذه

الخطوة تعني لي الكثير ، اضافة الى الثقة الكبيرة التي منحني

اياها المجلس ، فقد كان في الرضا والارتياح الذي وجدته لدى

زملائي ، ووجدوا في ذلك درسا هاما لكل منهم .. فالاخلاص

والعطاء والمثابرة تساعد كل طموح للوصول الى مراكز

متقدمة . ومن جانب اخر فان هذا المنصب يحملني مسؤوليات

كبيرة وحساسة . ومما ساعدني في اجتياز هذا الامتحان هو ما


كنت اتمتع به من خبرات ودراية بتفاصيل العمل .. بالاضافة

الى ان العاملين معي هم زملائي ورفاقي .. ونحن نعمل

كفريق واحد ساهمنا جميعا في وصول مؤسستنا الى ما حققته

من نجاحات كبيرة وملموسة .. فجميعنا يحمل للمؤسسة الوفاء

والانتماء والاخلاص بالعمل .. وهذا من اسرار نجاح هذه

المؤسسة الكبيرة .

لقد حاولت خلال سنوات وجودي كمدير عام ان اوظف كل

جهودي ، الى جانب زملائي ، في احداث نقلات نوعية

وكبيرة في تطوير المؤسسة وتحديث قدراتها الفنية والتقنية

وتحسين شروط العمل واوضاع العاملين – لاني ادرك ان

استمرار نجاحات المؤسسة وتجددها اساسا في استمرارها .

وهنا اؤكد على اهمية اختيار القيادات من داخل المؤسسات ،

وليس من خارجها . وذلك لضمان اكبر مستوى من الانجاز ،

وكذلك القبول من جهاز المؤسسة المعنية .

والان اقول ان لكل منا "قصة" .. اما النجاح فله عناصره التي قد

تختلف من قصة الى اخرى . ان اولئك الذين اكتشفوا مضامين

الواقع ، وامنوا بالممكن ، والمقدور عليه ، وايقنوا ان النجاح يصنع،

ولا يقع عليه الانسان صدفة ، ويأتيه عبر ضربة حظ ، هم الذين

صاغوا هدفا عند نقطة بداية الوظيفة . وحددوا غاية يصلون اليها

عبر تحقيق الانجاز في هذه الوظيفة ، وصاغوا واقعا اركانه

الانتماء .. الطموح والتحدي .. العمل الجاد ..واغتنام الفرصة

المتاحة والسعي الدؤوب للتطوير المتبادل بين الذات والوظيفة .. ثم

احاطو هذا كله بقناعة صادقة وامينة بانه ليس هناك من مهنة لا

توفر عناصر قصص نجاح ، الا ان هناك مهنيين كثيرين لا يملكون

عناصر تحقيق النجاح فاكتفوا بالبقاء في الصفوف الخلفية .

لقد كان التصميم والارادة والاهتمام بالوعي والمعرفة ، هي الطريق

لبناء قصة النجاح ولاجد نفسي اليوم اقف امامكم تحت هذا العنوان

وفي نهاية حديثي،الذي حاز قيمته من استماعكم اليه،فاحب ان

اؤكد ان علاقتي بهذه الجامعة ، علاقة تاريخية ، فلقد تخرجت منها

مرتين ، وتخرجت منها زوجتي وهي الان عميدة كلية العلوم فيها .

وتخرج منها ابني وابنتي وتم تكريمي بأختياري عضوا في مجلس

كلية الاعمال ، واعتقد ان هذا الرباط ، رباط مقدس ،

ولا يمكن الانفكاك عنه . وهو مثار الفخر لنا جميعا .

انني وانا اضع بين ايديكم ملامح هذه المسيرة لتكون دعوة لكم

لمزيد من الوعي والمعرفة والاستزادة بالعلم ، والى الايمان بقيمة

العمل مهما كانت طبيعته ومشاقه ومتاعبه .

لن اثقل عليكم بتقديم نماذج محددة انجزتها على امتداد المسيرة

تاركا للحوار معكم الخوض في بعض التفاصيل .



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته